في لقاء تواصلي نظمه موقع خريبكة مع وسائل الإعلام، OCP يرفع التحدي لتغذية ساكنة العالم
بقلم: المصطفى الصوفي / عدسة هشام سكومة.
عقد موقع خريبكة للمجمع الشريف للفوسفاط أول أمس الخميس لقاء تواصليا مع عدد من ممثلي وسائل الإعلام الوطنية، وذلك في إطار تكريس ثقافة الحوار المتسمر وتنوير الرأي العالم، والتعريف بآخر المستجدات في مجال الصناعة الفوسفاطية، وإشراك وسائل الإعلام في تقاسم المعلومة بشكل واضح ومباشر وعلى ارض الواقع.
في بداية اللقاء الذي انطلق من منطقة سيدي شنان، كفضاء صناعي وبيئي جميل، قدم مدير الموقع إبراهيم رمضاني كلمة افتتاحية رحب فيها بالحضور، مؤكدا على أن اللقاء، الذي ستعقبه لقاءات أخرى يشكل مناسبة مهمة لتنوير الرأي العام والمتتبعين والمهتمين والانفتاح على الصحافة وفعاليات المجتمع، كما شدد على القيمة الكبرى لموقع خريبكة على الصعيد العالمي من ناحية الإنتاج والصناعة الفوسفاطية، فضلا عن الأهمية الكبرى لمثل هذه اللقاءات في المساهمة في التواصل البناء وتقديم المعلومة الصحيحة، وترسيخ ثقافة التواصل والتعاون المشترك من أجل تحقيق مزيد من النجاح.
كما لامس رمضاني، الذي أبان عن ثقافة عالية في مجال تخصصه، وخبرة واسعة امتدت لسنوات في المجمع بوأته لإدارة الموقع بإحكام ومهنية متميزة في تدخله عددا من القضايا التي تهم مجال استقطاب المستثمرين، والمشاريع المنجزة في المنطقة، وعلاقتها بمختلف الوحدات الصناعية للمجمع الشريف للفوسفاط، فضلا أنشطة المجمع مع شركائه في عدد من المجالات الصناعية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والرياضية والجمعوية وغيرها، وقيمة التنمية المستدامة، والسلامة أولا، كإستراتيجية ذات أولوية في مجال العمل، والاهتمام بالعنصر البشري كثروة كبيرة مساهمة في الإنتاج، وكدعامة أساسية من خلال احترام أفضل المعايير والتحكم في الحوادث وتحقيق هدف صفر حادث، هذا دون نسيان العنصر البيئي والمحافظة عليه وتطويره، من خلال الاهتمام بالأحزمة الخضراء للحد من آفة التلوث، وغرس الأشجار، ومنها شجرة الأركان، هذه الشجرة الفريدة في العالم، والتي انبثت نجاحها في النمو وإعطاء الثمار على ارض موقع خريبكة، وهذا يشكل سبقا بيئيا وطنيا وعالميا له الكثير من الاشراقات والدلالات.
كما تطرق رمضاني في اللقاء الذي كان ناجحا، إلى عدد من الرهانات الناجحة والمكتسبات التي حققها المجمع، وخاصة على مستوى تحلية مياه البحر بالجرف الأصفر، وتفعيل روح التنمية المستدامة، وإعادة تدوير المياه المستعملة، والاستفادة منها من جديد، بهدف تخفيض كلفة الإنتاج والمساهمة في الحفاظ على الثروة المائية والبيئية، فضلا عن الرهان على بلوغ 40 مليون طن سنويا وتخفيض الكلفة، وتحقيق تنافسية عالمية عالية، بجودة اكبر مع 44 نوعا الجودة، وهو ما جعل المغرب رائدا عالميا في مجال الصناعة الفوسفاطية رغم المنافسة القوية والشرسة.
كما تطرق إلى أهم فقرات برنامج اللقاء التواصلي، والتي شملت كل زيارة ورش استخراج الفوسفاط بني عمير، ومركز التكوين الذي يشكل محطة احترافية لتاطير وتكوين العنصر البشري، فضلا عن زيارة مغسلة بني عمير التي تعد من اكبر مغسلة على الصعيد العالمي، والتي تساهم في توفير 12 مليون طن من الفوسفاط في السنة، إضافة إلى قاعة التحكم التي جهزت بأحدث التكنولوجية الحديثة تحت إشراف نخبة من اطر المجمع النابغين الشباب، والمحطة الرئيسية للأنبوب الناقل للباب الفوسفاط إلى الجرف الأصفر.
من جهته قدم الخبير عبد القادر العلواني مدير الموارد البشرية بالموقع عرضا مفصلا بالصور والأرقام، سلط فيه الضوء على الموقع في مجالات عديدة، منها تاريخ الفوسفاط منذ اكتشافه، واهم نقاط الإنتاج، وكذا الموارد البشرية، ومراحل الإنتاج، والرهانات المستقبلية لهذه المادة الحيوية ودورها الكبير في تغذية ساكنة العالم، مبرزا إن المجمع يرفع التحدي في المستقبل لتغذية أزيد من 6 مليار من ساكنة العالم في العام 2050، فضلا عن الرهان على افريقيا للمساهمة في إنجاح هذا المشروع الكوني الزراعي وتغذية أحلام أجيال المستقبل من خلال عناصر الفوسفاط والأسمدة، كمكونات حيوية للحياة، وأساسية داخل منظومة الأمن الغذائي، فضلا عن أهمية الأسمدة الذكية في تحقيق تلك الرهانات المستقبلية التي كسبها المغرب في صناعته الفوسفاطية.
هكذا شكل اللقاء التواصل الذي عرف زيارة ميدانية إلى كل من مركز الاستخراج بمرح الحرش، ومركز التكوين، ومغسلة بني عمير العظمى، والمحطة الرئيسية للأنبوب الناقل للباب الفوسفاط إلى الجرف الأصفر، مناسبة مهمة للوقوف على أخر المستجدات في مجال الصناعة الفوسفاطية بموقع خريبكة، إضافة إلى التطور النوعي في مجال استخراج الفوسفاط ومراحل الإنتاج بحضور عدد من اطر المجمع سواء بموقع خريبكة، أو من الإدارة المركزية بالدار البيضاء، ومن أبرزهم الإطار المحترف محسن بنشقرون الذي قدم جهودا خيرة وباحترافية عالية لإنجاح اللقاء من خلال التتبع والشرح ومرافقة الوفد الإعلامي طيلة زيارته للموقع، شكل اللقاء مناسبة مهمة لفتح نقاش هادف وبناء مع المسؤولين،
في إطار تنظيم لقاءات تواصلية مقبلة، وذلك ترسيخا لثقافة تواصلية جديدة انتهجها مدير الموقع الأستاذ رمضاني للانفتاح على وسائل الإعلام ومختلف فعاليات المجتمع المدني، بهدف المساهمة جميعا في إبراز المؤهلات الفوسفاطية والاقتصادية الكبيرة وللبلاد عامة، والمكتسبات الكبرى التي تحققت في هذا المجال، والتعريف بها، وبالطفرة الإنتاجية والصناعية للموقع والانجازات التي حققها وما يزال على المستوى العالمي، ما أهل المغرب ليكون رائدا عالميا، وقوة فوسفاطية دولية كبيرة.
عن جريدة الحركة / السبت 24/02/20198