تكريم هشام سكومة في خريبكة.. احتفاء بالفن الرفيع
حضي الفنان الكوميدي والمنشط المحبوب هشام سكومة، خلال فعاليات الدورة الثالثة للمهرجان الدولي لفنون السيرك الذي نظمته جمعية ماركو يومي سابع وثامن دجنبر الجاري، بتكريم مستحق، تشجيعا وتقديرا على عطاءات هذا الشاب الموهوب.
وقد كان اختيار إدارة المهرجان للاحتفاء بعمي سكومة، والذي يعد من الوجوه البارزة والمحبوبة في المشهد الفني والثقافي، التي تواكب باستمرار مختلف الفعاليات والأنشطة الفنية والثقافية، ليس فقط على المستوى المحلي بل على المستوى الإقليمي والجهوي وحتى الوطني.
وبهذا التكريم لإيقونة التنشيط الفني في المدينة، وعراب الفن الخريبكي كما يحلو للبعض ان يسميه، تكون إدارة المهرجان الدولي لفنون السيرك قد أوفت الكيل، لهذا المبدع الشاب والطموح، الذي بصم تجربته بالتميز، وسخاء انشطة هادفة سواء في الوسط القروي او الحضري.
ومشهود لهشام سكومة الذي يشغل منصب نائب مدير دار الشباب الزلاقة بخريبكة، ورئيس فضاء سكومة لمحترفي التنشيط، بأخلاقه العالية، وسلوكه الطيب، وتواضعه، وعشقه للفنون، والممارسة الإعلامية من خلال منبر خريبكة 24، فضلا عن حبه للفن الضوئي والفوتوغرافي، ما يجعله فنانا متعدد المواهب، يمتلك ناصية الإبداع بين أنامله، في رؤيته للعالم، إضافة الى نثره لورود الابتسامات، واللحظات الممتعة في نفوس الأطفال، والجمهور عامة، وهو على الخشبة، يدير باحترافية عالية، حلقة فنانين يجسدون أدوارا كوميدية وتربوية، في قالب ممتع للغاية.
هشام سكومة، الذي ينحدر من اسرة فنية، حيث يعود اهتمامه بعالم الطفولة والابتسامة لعائلته الفنية، وبالخصوص لشقيقه الراحل الفنان الكوميدي المرحوم سعيد سكومة، كما ان سبب تعلقه بالطفولة واسعاده للأيتام، والمحرومين، هو يتمه منذ صغره، حيث فقدانه لوالده منذ ولادته، ووالدته قبل انطلاق قافلة الابتسامة عام 2010، هشام الذي قدم في حقه منشط حفلة اختتام المهرجان الدولي للسيرك الفنان والمنشط زكرياء بنخلفية، شهادة راقية ومؤثرة، اثنت على تجربته، وأشادت بما يقوم به بكلمات صفق لها الجميع، وبهذا التكريم والاحتفاء، الذي تفاعل معه في الافتتاح رئيس المجلس الإقليمي، والذي تشرف بتسليم هشام درع التكريم مع شهادة، وكذا عامل إقليم خريبكة، الذي تفضل بالحضور، والمتابعة والمواكبة، كصورة راقية، لها الكثير من الدلالات للاهتمام بالشأن الثقافي والفني، ودعم مختلف المبادرات الجمعوية الهادفة، حيث تكرم بالمناسبة بالسلام على الشاب المكرم، وتهنئته بكلمات رقيقة أثلجت صدر المحتفى به، مما يجعل من هذا الاحتفاء، تكليفا اكثر منه تشريفا، والتفاتة مهمة، يرى فيها الجميع، صورة حية لرد الاعتبار للتجارب الفنية التي قدمت، وما تزال الشيء الكثير في مجال تخصصها، وتلك اذن الصورة الفضلى لتشجيع المبدعين ودعمهم نحو تحقيق المستقبل.
ان ثقافة التكريم في هذا السياق لا ترتبط بعمر المكرم، بل ترتبط، بما قدمه المكرم لو على الصعيد المحلي، وبالتالي فان تكريمات المهرجان الدولي لفنون السيرك، كلها كانت وازنة ومتنوعة، وبالتالي فان تكريم عمو هشام بهذه المناسبة الدولية التي كانت ناجحة، كان لها بالغ الاثر، على نفسية المكرم، ومنحته شحنة قوية لمزيد من العطاء وتحفيزا كبيرا لمواصلة الجهود والعمل لخدمة قضايا الفن، ومن خلالها قضايا ثقافية وتربوية واجتماعية وإنسانية.
وقد جاء تكريم الفنان سكومة، وهو في أوج عطائه الفني خلال الاسابيع الماضية، حيث انهى بالمناسبة جولته الفنية لقافلة الابتسامة للجميع في دورتها السادسة، والتي شملت الكثير من المؤسسات التعليمية في الوسط القروي والحضري لفائدة ازيد من 16000 تلميذ وتلميذة، فضلا عن عروض أخرى، خاصة العرض المميز الذي قدم الأسبوع الماضي لفائدة نزلاء السجن المحلي، والعرض الباهر بالخزانة الوسائطية التابعة للمجمع الشريف للفوسفاط، والذي كان الاروع على الإطلاق… هشام سكومة الذي يبدع وفي إبداعه إبداع ساحر ليس مثله اي إبداع، يستحق ان يرفع على الأكتاف، وتعلق على صدره نياشين الفن الرفيع، تقديرا لعطائه الممتع والجميل، انها ثقافة نريد لها تتكرر في باقي التظاهرات التي تقام على الصعيد المحلي والإقليمي والجهوي والوطني، لكل من يستحق، ويبدع ويبتكر، ولكل من يضحي بالغالي والنفيس في مجال من المجالات، لإشعاع مدينته ، ومساهمته في ازدهارها.
باختصار تكريم عمو هشام، تكريم لفنان يهزمك بابتسامته، ويضحكك بقفشاته، ويعمل بكل ما اوتي من قوة وتجربة سواء من خلال جمعيته او من خلال مسؤوليته في دار الشباب، ومن خلال علاقاته، من اجل إنجاح كل المبادرات، دعما للفن والثقافة ومساهمة فعالة في ترسيخ ثقافة العيش والفن المشترك، وفي إخصاب الحقل الفني والثقافي والجمعوي، فله احر التهاني والتصفيقات.